إنه موطن السينغل مالت، أي ويسكي الشعير من تقطير واحد. لا نعتقد أن سبيسايد ومحيطها، إضافةً إلى ساحل اسكتلندا الشمالي الشرقي، تحتاج إلى كثير من التعريف أو التوصية. صحيح أنها ليست رويال ديسايد التي تجمع بين بالمورال وبريمار بطريقة رائعة، وتتميز بالجُرف الخلاّبة الشديدة الانحدار والبلدات الجميلة؛ وليست أيضاً المناظر الطبيعية الوعرة في أقصى الشمال. لكن هذه البقعة في المرتفعات الاسكتلندية تُقدّم، إلى جانب المواقع الأصلية حيث يُنتَج أكثر من ثلاث دزينات من أفخر أصناف الويسكي سينغل مالت في العالم والتي يمكن تذوّقها جميعها تقريباً في موقع تصنيعها، تُقدّم إذاً تاريخاً غنياً، والكثير من الجمال، وأجواء الترحيب الودّي، ومن أبرز المحطات التي تجمع هذه المزايا منتجع Glenmorangie House المؤلّف من تسع غرف نوم.

الطعام عبارة عن ”أطباق جديدة من دول الشمال“، والغرف أنيقة على الطريقة الاسكندنافية، والمناظر رائعة وأزلية
إن كان السائد هو الإقامة في قلب المنطقة حيث مصانع الويسكي، فإن فندق The Craigellechie Hotel الذي يقع في وسط وادي سبيسايد يقدّم الملاذ المفضّل في المرتفعات لبعض اللندنيين (من المواكبين للعصر) منذ اشتراه بيرس آدم ورمّمه في عام 2013. احجزوا مسبقاً في الغاسترو بوب الممتاز التابع للفندق، The Copper Dog، والذي يشرف عليه ويل هولسال الذي يستلهم قائمة الطعام من المطاعم اللندنية حيث عمل سابقاً ( The Ivy،Le Caprice )، وقد جرى تحديث القائمة لموسم 2021 من خلال إضافة أطباق ثمار البحر الطازجة والكثير من الخيارات النباتية. أما إذا كنتم ترغبون في المغامرة والتوجّه صعوداً نحو طريق نورث كوست 500 والمكوث في المكان (يبعد نحو ساعة في السيارة، والرحلة إلى هناك ممتعة)، ففندق Lundies House في قرية تونغ الصغيرة يستحق عناء الرحلة. يجسّد هذا الفندق التابع لسلسلة Wildland مبادئ التصميم الذي يراعي قواعد الاستدامة، والتي يشتهر بها المشروع الذي أطلقه أندرز هولش بوفلسن للحفاظ على الموارد. الطعام عبارة عن "أطباق جديدة من دول الشمال"، والغرف أنيقة على الطريقة الاسكندينافية، والمناظر رائعة وأزلية.

غرفة Wild Wood في فندق Benjamin McMahon © Glenmorangie House
![]() غرفة الصباح في فندق Benjamin McMahon Glenmorangie House
|
![]() بومة في قلعة Dunrobin Castle
|
يجمع الخط الساحلي الممتد بين كرومارتي فيرث وهلمسديل بين ملاعب الغولف العالمية الطراز والشواطئ الجميلة، حيث تُقسَم المساحات مناصفةً بينها تقريباً. وعشّاق الغولف يعرفون نادي Royal Dornoch الريفي المغمور الذي يفتخر بأنه يضم ملعباً لتنظيم البطولات من نوع ملاعب اللينكس القديمة التي يحلم بها ممارسو رياضة الغولف. فحجز عضوية ليوم واحد، بالبريد الإلكتروني أو الهاتف، يتيح للزوّار الدخول إلى النادي والإفادة من مختلف خدماته يوماً كاملاً؛ وبإمكان المبتدئين أن يلعبوا الغولف في ملعب Struie الأقل صعوبة.
أما الذين يفضّلون الرمال البيضاء ونسيم البحر، فشاطئ دورنوش يلبّي تطلعاتهم وأكثر؛ لكن إن اتجهوا شمالاً، يستطيع شاطئ Brora Beach أن يتنافس مع بعض أفضل الشطآن في الجزر الغربية للمرتفعات الاسكتلندية، إذ يتميّز برماله البيضاء، ومياهه الصافية والضحلة، ومشاهدة الدلافين أو حيتان المنك من حينٍ إلى آخر.
تشهد قلعة Dunrobin Castle لقاءً عظيماً بين الحديقة الأوروبية الرسمية وخط موراي فيرث الساحلي البري، وهذه القلعة الواقعة في الطرف الشمالي لمنازل اسكتلندا العظيمة هي المقر العائلي لإيرل ساذرلاند. يضم المكان الفسيح الذي صممه السير تشارلز باري بوحيٍ من قصر فرساي، حديقتين أرستقراطيتين، وخصائص مائية، ومرجاً لممارسة رياضة الكروكيت مع حديقة تُزرَع فيها نباتات منزلية وزهور تُقطف لعرضها في القلعة، إضافةً إلى بعض النباتات الغريبة مثل مجموعة شهيرة من أشجار الرواند الأميركية الجنوبية التي يمكن أن يصل طول أوراقها إلى ثمانية أقدام.

لمَن يرغب في وجبة غداء طويلة يوم السبت، أو في مشاهدة غروب الشمس، أو في أن يملأ مطبخه بمختلف أنواع الأطايب المحلية، لا بد له من ارتياد The Storehouse عند ضفاف الخور البحري كرومارتي فيرث. فالمطعم الذي يعتمد أسلوب الخدمة الذاتية بسيط ومتطور في آنٍ واحد، وفيه عدد كبير من المقاعد الخارجية (ملائمة لتأمّل المناظر الجميلة الممتدة حتى جزيرة بلاك آيل)، وقائمة طعام تتغيّر يومياً لكنها تتضمن دائماً ثمار بحر طازجة اصطيدت في اليوم نفسه؛ وتُباع في المتجر مأكولات مختلفة، من اللحم والطرائد مروراً بالخل والمعلّبات وصولاً إلى الأجبان وحتى الجيلاتو؛ ويؤتى بها كلها من أماكن لا تبعد أكثر من 20 ميلاً عن المطعم.