العلامة الفارقة في أسلوبي الشخصي هي الأوشحة الحريرية التي تصممها ابنتي، ناديا، الفنانة ومصممة الأقمشة ورسامة الرسوم المتحركة. كلفها البيت الأبيض أخيراً تصميم وشاح مستوحى من طبق صيني قديم. في المناسبات، أرتدي دائماً وشاحاً من تصميمها؛ فأنا لا أجرؤ على ارتداء أي شيء آخر. أشعر بأنه يجلب لي الحظ. لدي مجموعة كاملة، لذلك يتوفر دائماً وشاح يلائم ما ارتديه من ملابس. الحلية الوحيدة التي أرتديها هي بروش – نسخة عن نجمة من نجوم الرسام ماتيس اشتريتها في باريس. nadiaroden.com


أحدث ما اقتنيت كان علبة من ألوان الغواش الأكريليك مع بعض الفراشي والورق. غمرتني السعادة ما أن دخلت محل الأدوات الفنية – محل Cass Art في حي هامبستيد. لقد التحقت بجامعة سانت مارتنز في الخمسينيات، لعامين فقط، لكنني تعلمت النحت والرسم. اللوحات في مختلف أرجاء منزلي هي عموماً بريشة ناديا أو أصدقائها، لكن بعضها بريشتي – بما فيها لوحة كبيرة في الصالة تصور قرية في بروفانس الفرنسية. ولطالما استخدمت الألوان الزيتية في الماضي، لذلك يمثل الغواش تحدياً لي. كذلك لم أرسم يوماً مشاهد طبيعية، لكنني الآن أحلم برسم الغابات. فقد رغبت لسنوات في رسم الأشجار. cassart.co.uk
على قائمة مشترياتي جهاز قوي لصنع المثلجات التركية والعربية البيضاء المطاطية المسماة دندرمة قيمق والتي أعشقها. في مصر، يضيفون ماء الورد إلى هذه المثلجات؛ أما في تركيا، فلا يضيفون إليها ماء الورد. قبل 10 أعوام، بذلت جهدي للحصول على هذا الجهاز وأرسلت رسائل إلكترونية إلى مصنعين في تركيا، لكنهما ما كانا يصدران من هذه الأجهزة إلى المملكة المتحدة. الآن، ثمة شركات تصدّرها، لكن أجهزتها صناعية وأكبر مما أريد. ربما أكتفي بدلاً من ذلك بآلة Cuisinart Ice Cream & Gelato Professional. بسعر 250£، cuisinart.co.uk
مكان لا أنساه هو لوندي، الجزيرة الصغيرة الساحرة أمام ساحل ديفون البريطانية، حيث الحياة البرية مذهلة. لقد اشتريت الألوان لهذه الرحلة لكنني لم أستخدمها لأني انشغلت كثيراً عن الرسم. كان عددنا كبيراً – الكثير من الأقارب والأصدقاء، وتوزعنا في خمسة بيوت يُديرها The Landmark Trust. تمشينا واستكشفنا المكان واجتمعنا في نزهات وحفلات شواء وجلسات شاي؛ حمل بعضنا القيثارات وغنينا معاً. landmarktrust.org.uk
أولى الوصفات التي كتبتها غيرت حياتي، كما غيرت طريقة تناول الناس الطعام في بريطانيا
مكان أتوق للعودة إليه دائماً هو المتوسط. السفر هو حياتي – إنه حقاً أفضل جزء من عملي كاتبةً في شؤون الطعام – ولطالما كان البحر المتوسط محور اهتمامي. ففي كل مكان متصل بالبحر، أجد أجزاء من هويتي، في الثقافة وفي الناس. لقد وُلِدت ونشأت في مصر حين كانت بلداً عالمياً، وكنت محاطة بمزيج من الثقافات – اليونانية والإيطالية والفرنسية والشمال أفريقية – وأنا أتوق اليوم إلى أسلوب الحياة هذا. لكن في منزلي بلندن، يُعيدني الطهو إلى هناك. فرائحة الثوم المقلي في الكزبرة المسحوقة يردني إلى طفولتي في مصر؛ وتردني رائحة قشر البرتقال المبشور والقرفة إلى إسبانيا؛ كما يثير قشر البرتقال المبشور الممزوج باليانسون والثوم ذكريات لي في الريفييرا الفرنسية.

أفضل التذكارات التي اشتريتها في سفري هي التوابل والعطور. لا أستطيع حقاً أن أقاوم الأسواق الشعبية ومتاجر التوابل، مثل سوق العطارين في المدينة القديمة في مراكش، والسوق المصري المقبب الكبير في إسطنبول. هذه التلال الصغيرة من المساحيق الحمراء والذهبية، والجذور المثيرة للفضول، والقرون المجففة، لا تُقاوَم.
أفضل كتاب قرأته خلال العام الماضي هو Crying in H Mart (بكاء في إتش مارت). إنها مذكرات ألّفتها ميشيل زونر، الموسيقية والمغنية التي وُلِدت في سيول ونشأت في أميركا. أسلوبها صريح وشاعري وطريف – ويؤدي الطعام دوراً كبيراً فيه. وH Mart هو اسم سوبرماركت كوري.
وصفات غيرت كل شيء هي تلك التي بدأت أجمعها وأنا في العشرين، وكانت من إعداد يهود غادروا مصر في عام 1956 بعد حرب السويس. كانت وصفات تناقلتها الأجيال في مجتمعات محلية يهودية، وهي عبارة عن فسيفساء من العائلات في السلطنة العثمانية القديمة وفي حوض المتوسط. وتحدر ثلاثة من أجدادي من حلب. كانت كل وصفة قيمة جداً ومليئة بشحنات عاطفية. نعم، تضمنت الحمّص والبابا غنوج وجبنة الحلوم المشوية وحساء البرغل على الطريقة التركية. أولى الوصفات التي كتبتها غيرت حياتي، كما غيرت طريقة تناول الناس الطعام في بريطانيا وحول العالم. وقبل صدور كتاب A Book of Middle Eastern Food (كتاب طعام الشرق الأوسط) في عام 1968، لم تتوافر إطلاقاً كتبٌ عن المطبخ المتوسطي، ولا نُشِرت وصفاتٌ منه في المجلات أو في الصحف.

أيقونتي في عالم الموضة هي عمتي ريجين التي كانت تحضر عروض الأزياء في باريس وتعود بتصاميم ينفذها صانعو الفساتين والخياطون في القاهرة. كانت أكثر سيدات مصر أناقة. وحين انتقلت إلى باريس، قلّ مالها لكنها تمكنت مع ذلك من المحافظة على أناقتها وإثارة الإعجاب، حتى وهي في تسعينياتها.
أمر اكتشفته أخيراً هو استخدام الخلاط اليدوي لتحضير المايونيز، بالرغم من أن الآخرين كلهم اكتشفوه قبلي. فشلت كثيراً في استخدام الخلاط اليدوي، وشعرت حقاً بفقدان الثقة في نفسي. لكنني شاركت يوماً في عشاء في أمستردام، حيث تم تحضير المايونيز في خلاط يدوي، ولم أستطع حينها أن أصدق ما أرى. وهكذا أنجح الآن في تحضير المايونيز في دقائق. إنه حقاً أقرب إلى صلصة الأيولي، فأنا أضيف الثوم المسحوق، والزعفران حيناً، والأعشاب أو الفلفل الحار أحياناً. Bosch CleverMixx، ابتداءً من 29.99£، bosch-home.co.uk
آخر أغنية حمَّلتها عن الإنترنت كانت أغنية "يا مصطفى" التي غناها بوب عزام في الستينيات، وهو مغنٍّ لبناني فلسطيني مولود في مصر. تمزج هذه الأغنية الموسيقى العربية بالفرنسية والإيطالية، وتُعيدني إلى أيام شبابي في مصر، وكنا حينها نتحدث بلغات كثيرة. لا أستطيع أن أقاوم النهوض من النوم والرقص على أنغامها حين أكون وحيدة. لا أحد يريد أن يسمعني أغني، لكنني أغني لنفسي.


أهوى جمع الأطباق الخزفية من أمكنة متعددة، اشتريت بعضها وتلقيت بعضها الآخر هدايا من أصدقائي. لكن الأطباق التي استخدمها يومياً على طاولة مطبخي هي من صنع كنّتي، روس. فهي تعرض مصنوعاتها الخزفية في معارض عدة، وأحببت كثيراً أشياء صنعتها: أطباق بأسلوب إشبيلية، وأخرى تبدو مغاربية، وثالثة يابانية. أستخدمها لتقديم الزيتون، والجبن، واللحوم الباردة، والمازة، والتمور المحشوة. rosamundcoady.com
في ثلاجتي تجدون دائماً أشياء كثيرة! أشعر بأنني لا أملك شيئاً إن لم تكن لدي خضار كثيرة – الفلفل، والطماطم، والباذنجان، والكوسى، والفجل، والخيار – إلى جانب بعض الأجبان والسلامي. أحب أيضاً الطحينة، والهريسة، والأطباق التي أحضرها كالليمون المسلوق في زيت الزيتون، ومعجون الزيتون بالشوكي والكبار، والمحمرة، ومعجون الفلفل والجوز. وبقايا الطعام أيضاً. كلما زارنا أصدقاء أو أقارب لتناول الطعام، أحضر كمية من الطعام أكثر مما يجب؛ هذه هي ثقافتنا. ومن بقايا الطعام أحضّر طبقاً جديداً. يمكن طبقٌ من خليط الخضار أن يصبح طبق معكرونة بالخضار وصلصة زيت الزيتون، أو عجة بالبيض، أو سلطة صيفية، أو شكشوكة إذا أضفت إليها بيضاً مقلياً.
مصدر رفاهي هو أولادي وأحفادي. إنهم يجعلونني سعيدة. حفيدتي آنا وولمان هي معلمتي في حياتي، أعتمد عليها وأطلب نصيحتها في كل شيء. لي ستة أحفاد يشجعونني على ممارسة الرياضة. لا أشعر بأنني أمارس الرياضة إلا حين أرقص – وأنا أرقص في أغلب الأحيان وحيدةً في غرفة نومي – لكن حين يزورني أحفادي، نستمع إلى مقطوعات موسيقية ونرقص معاً في الحديقة.


شيء لا أستغني عنه هو قدر تونسي صغير للسكر، هدية من شقيقي الأصغر الذي وافته المنية شاباً في أربعينياته. يتقشر الغطاء باستمرار، لكنني أستخدم القدر كل يوم لإضافة السكر إلى قهوتي.
عطر لا أتخلى عنه أبداً هو ماء التواليت من Diorissimo. أعطتني عمتي ريجين زجاجة صغيرة حين كنت في مدرسة الرسم بلندن في عام 1956، وما زلت أستخدم هذا العطر منذ ذلك الحين. أحب شذى زنبقة الوادي. عندي أيضاً زجاجة من ماء الورد – من صنع شركة Cortas اللبنانية – أرش منه على وجهي وعنقي. ومنذ كنت في السادسة عشرة، أضع ماكياجاً أسود فوق عيني، استخدمت بداية معجون الكحل، ثم بدأت أصنع ماكياجي بنفسي من سواد الدخان، وهو شيء اكتشفت كيفية صنعه في المغرب. الآن أستخدم قلم الكحل من Clarins مع القليل من كريم Nivea لتطريته وتنعيمه. لكن في سني، أظن أن من الأفضل عدم الإفراط في استخدام الأسود، فذلك يجعل المرأة تبدو كئيبة. Clarins Crayon Khôl، بسعر 18£. Cortas Rose Water، بسعر 1.49£ لكل 300 مليلتر، aytacfood.co.uk و Dior Diorissimo، بسعر 94£ لكل 100 مليلتر من ماء التواليت
ركني المفضل في المنزل هو المطبخ. هو كبير وفيه فرن مزدوج كهربائي مدمج ضخم من Miele، يستهلك جداراً كاملاً تقريباً، وموقد غاز بستة مضارم. مطبخي مليء بالأشياء غير المنظمة كالصور والأشياء التي تذكرني بأشخاص وأماكن. عشت في هذا المنزل 50 عاماً تقريباً. كان أولادي ينجزون فروضهم المنزلية على طاولة المطبخ، وهي طاولة ريفية طويلة اشتريتها من أبناء أخ الكاتبة المتخصصة في الطعام إليزابيث ديفيد. أعطيت دروساً في الطهو هنا يوماً؛ وهنا أيضاً أختبر الوصفات وأعد العشاء للأصدقاء والأقارب. وكلما جاء شخص إلى البيت ننتقل مباشرة إلى المطبخ كي نتمكن من الدردشة بينما أعد شيئاً – ولو كان مجرد قهوة.
لو لم أكن أفعل ما أفعله لكنت فنانة. فأنا تركت مدرسة الفنون حين فرت عائلتي من مصر واضطررت إلى العمل، ووجدت عملاً في Alitalia. دفعوا لي 7£ في الأسبوع آنذاك، لكنني كنت في العشرين من عمري واستطعت السفر على متن أي رحلة تضم مقعداً شاغراً، فتعرفت على العالم.