مجلة الرفاهية العصرية تصدرها إيلاف بالاتفاق مع فايننشال تايمز

الذواقة

ليان شابتون: "أصبحتُ أقدّر حقاً الوحدة"

الكاتبة والفنانة والناشرة ليان شابتون تستهويها مصابيح الإنارة بقوة 40 واطاً

شابتون في منزلها في غرينويتش فيلادج في مدينة نيويورك - © Beat Schweizer شابتون في منزلها في غرينويتش فيلادج في مدينة نيويورك - © Beat Schweizer

العلامة الفارقة في أسلوبي الشخصي هي على الأرجح شعري. أقصّه بنفسي. يبدو أن الآخرين معجبون به أكثر مني، لكنّه يتميّز بلمسة شخصية، ولا يحتاج إلى عناية كثيرة وتصفيف. تنطبق عليه مقولة "استيقظي وانطلقي". أرسل إليّ أحد أصدقائي صورة الصبي الصغير في فيلم The Red Balloon (البالون الأحمر) الذي صدر عام 1956، وقال لي: "هذه أنتِ". يرتدي الفتى سروالاً رياضياً فضفاضاً وسترة رسمية، وقد وافقته الرأي، فإطلالتي مشابهة جداً لأسلوبه في اللباس.

آخر ما اشتريته وأحببته زوج من زعانف السباحة Viper Fins. لطالما رغبت في الحصول عليها، منذ رأيت بعضاً منها في متجر للركمجة في عام 2012. أحبّ شكلها الغريب والمبالَغ فيه، وكأنّها قطعة معدات صلبة. حين كنت أخوض منافسات [تدربت شابتون للمشاركة في تجارب السباحة في الألعاب الأولمبية الكندية]، كنت أتدرّب بواسطة زعانف سباحة قصيرة، لكنني بدأت باستخدامها من جديد في الآونة الأخيرة لأنني أسبح في مكان صخري، في الجزء الشمالي من جزيرة لونغ آيلند. 79.95$، 662bodyboardshop.com

وعلى قائمة أمنياتي شراء سيارة. أعيش في نيويورك، وأريد الخروج من المدينة، إذ لم أذهب إلى أي مكان منذ فترة طويلة جداً. السيارتان اللتان أحلم باقتنائهما هما Raymond Loewy Avanti من طراز 1963، وToyota Cressida من الثمانينيات، وهي ذات أضواء أمامية دائرية وتتميز بشكلها الشبيه بالصندوق المربّع. حالياً، تبدو لي جميع السيارات أشبه بحذاء "سنيكر" في حين أنني أريد سيارة تشبه حذاء الـ"موكاسان" المتين والمربّع الشكل.

المكان الذي أتوق للعودة إليه هو أرخبيل القطب الشمالي الكندي. ذهبت إلى هناك لكتابة تقرير لمجلة The New York Times Magazine في عام 2016، وأقمت في مخيم مع الإنويت أو ما يُعرَف بالإسكيمو. لقد كانت تجربة أخّاذة؛ اصطدنا أسماك الشار القطبية الشمالية ومزجناها مع حساء Lipton، وتبادلنا سرد القصص وضحكنا كثيراً حول مواقد البروبان داخل الخيَم المصنوعة من القماش الكتاني. لقد بدّل المكان نظرتي إلى الوقت، وانطباعي عن الجغرافيا، وبات يسري في عروقي. أريد العودة إلى هناك.

نظارة شمسية صنعها الإنويت خلال رحلة شابتون إلى القطب الشمالي -  © Beat Schweizer
نظارة شمسية صنعها الإنويت خلال رحلة شابتون إلى القطب الشمالي -  © Beat Schweizer

هذا العام، أصبحتُ أقدّر حقاً قيمة أن أكون لوحدي. أظنّ أنّني أرهقت نفسي سابقاً بانشغالاتي الاجتماعية الكثيرة، وقد تطلّقتُ مؤخراً ولذلك خفتُ أن أشعر بشيء من الإحباط. لكن عندما تكون لوحدك، لست مضطراً إلى التنبّه لتصرّفاتك طوال الوقت؛ لديك متّسع من الوقت كي تفكّر ملياً، وكي لا تفكّر بنفسك من خلال الآخرين، ولستَ مضطراً إلى التفكير في مظهرك، ولا في طريقتك في الكلام، ولا في ما إذا كنت على قدر التوقعات. وبدأتُ أقدّر أيضاً قيمة المصباح الكهربائي بقوة 40 واطاً، فالنور الذي يصدره كافٍ كي تتمكّن من القراءة، لكنّه ليس ساطعاً جداً بحيث إنك تتنبّه جيداً لكلّ ما يحيط بك. لطالما تساءلت، ما نفع المصابيح ذات الضوء الخفيف؟ ولكنك تحتاج إلى لمسة من الظلال، لمسة من الظلام.
 

أفضل كتاب قرأته شابتون العام الماضي - © Beat Schweizer
أفضل كتاب قرأته شابتون العام الماضي - © Beat Schweizer

أفضل كتاب قرأته خلال العام المنصرم هو الرواية المصوّرة Moms (أمهات) بقلم يونغ-شين ما، وقد استلهم الوقائع من والدته وأصدقائها. لم أكن أعرف شيئاً عن هذه الثقافة الفرعية، وموضوعها النساء الكوريات في منتصف العمر. يكتب عن هؤلاء النساء بحبٍّ وتعاطف، وقليل من القسوة. ذكّرني بأسلوب أليس مونرو في الكتابة عن النساء، وأسلوب هاروكي موراكامي في الكتابة عن المدن. drawnandquarterly.com

 
شابتون في منزلها في غرينويتش فيلادج © Beat Schweizer
شابتون في منزلها في غرينويتش فيلادج © Beat Schweizer
صندل Sandana الهلامي المصنوع من البلاستيك والقنب من Beat Schweizer ©  Plasticana
صندل Sandana الهلامي المصنوع من البلاستيك والقنب من Beat Schweizer ©  Plasticana

اكتشفتُ مؤخراً الصندل الهلامي، وتحديداً صندل Sandana الهلامي الفرنسي المصنوع من البلاستيك والقنّب من متاجر Plasticana. تمثل هذه الصنادل مصدراً للمسرّة، لكنّني أستمتع بانتعالها بعدما أصبح الطقس أكثر دفئاً في نيويورك. 64$، salter.house

البودكاست الذي أتابعه هو The World As You’ll Know It (العالم كما ستعرفه) عن العالم بعد جائحة كوڤيد-19. إنه ذو طابع تفاؤلي جداً، وهذا ما أحبّه. ثم، وبما أنني عملت سابقاً في The New York Times، أشعر وكأنها مؤسستي الأم إذا صحّ التعبير، أتابع بودكاست The Daily. أتابع أيضاً Someone Knows Something (أحدهم يعرف شيئاً) من إنتاج Canadian Broadcasting Corporation، عن الألغاز التي تحيط بجرائم حقيقية. إنه بودكاست رائع، فمَن لا يحبّ الروايات عن الجرائم الحقيقية؟ وهو أيضاً مشحون بالعواطف بعض الشيء على الطريقة الكندية، وجميع اللهجات التي تتكلمها الشخصيات مألوفة بالنسبة إليّ. أتابعه كي ألمس فيه شيئاً من روح الوطن.

أيقونتي في الموضة هي مصممة الرقص الألمانية بينا بوش، والراقصون في فريق عملها. بدا وكأنّها تستوحي أسلوبها من الأشخاص الحقيقيين في الشارع، لأنها استخدمت انطباعها عن المكان والرقص والأجساد كي تحاكي أسلوب الغرباء. أيقونتي الثانية في الموضة هو ديفيد هوكني. لا يتوقف عند حدود لوحاته، لناحية الألوان التي يستخدمها والبهجة التي يبثّها، بل يظهر أسلوبه أيضاً من خلال السترات وقمصان الركبي والتصاميم المخطّطة التي يرتديها. 

أفضل هديّة قدّمتها مؤخراً هي عبارة عن ألوان مائية للرسم Boku-Undo E-Sumi Watercolor. أشتري هذه العلب الصغيرة، بألوان الأسود والنيون، بكميات كبيرة وأهديها إلى أصدقائي. اعتباراً من 3$، jetpens.com

كمامات Roffe القطنية (سعر الكمامة 17.50$) التي تستخدمها شابتون في الآونة الأخيرة © Beat Schweizer
كمامات Roffe القطنية (سعر الكمامة 17.50$) التي تستخدمها شابتون في الآونة الأخيرة © Beat Schweizer
شجرة الفيكس الصغيرة التي أهداها إيّاها صديق © Beat Schweizer
شجرة الفيكس الصغيرة التي أهداها إيّاها صديق © Beat Schweizer

وأفضل هدية تلقّيتها مؤخراً هي شجرة فيكس صغيرة. أرسلها إليّ صديق كي يتمنّى لي الشفاء العاجل، وكانت هدية مميّزة حقاً.

الموسيقى التي قمت بتحميلها على جهازي مؤخراً هي قائمة التشغيل"…One night in" التي أرسلها إليّ صديقي الكاتب تيجو كول الذي يُعِدّ قوائم التشغيل بوفرة. أحبّ أن يُعدّ لي الآخرون قوائم تشغيل، فهذا أشبه بأن يُحضّر لك أحدهم الطعام. tejucole.com/playlists

أملك مجموعة من ملابس السباحة الفينتدج. أقوم بجمعها منذ ثلاثين عاماً. أحبّ ملابس السباحة المؤلّفة من قطعة واحدة، ومايوهات Speedos المصنوعة من النيلون عند المشاركة في سباقات، وملابس السباحة المزيّنة بنقوش والتي أرتديها بمثابة أثواب في فصل الصيف. تستهويني المايوهات التي تعود إلى المرحلة الممتدة من الخمسينيات إلى السبعينيات، فهي ليست مكشوفة جداً عند الوركَين.

في ثلاجتي تجدون دائماً أكياساً من الثلج. أستخدم الكثير من الثلج. ولا يخلو البراد والثلاجة أبداً من أسماك الأنشوفة من نوع Ortiz، ومن التروتة المدخّنة، وكتشاب Heinz، والمخلل بأنواع مختلفة مثل مخلل Branston، ومخلل السرخس، ومخلل الكرنب، ومخلل الخبز والزبدة.

الجهاز الإلكتروني الذي لا يمكنني الاستغناء عنه هو مبراة الأقلام الكهربائية. لا أحبّذ كثيراً الأجهزة الإلكترونية، ولكنني أكره أن أبري الأقلام يدوياً. لا يمكنني الاستغناء أبداً عن المبراة الكهربائية، وكذلك عن جهاز السكانر لأنه أساسيٌّ في عملي.

المتعة التي لا أتخلى عنها أبداً هي الكتب. أشتري لابنتي جميع الكتب التي ترغب بها. اشتريت لها مجموعة جيمس بوند الكاملة للكاتب إيان فليمنغ. يجب أن يتمكن الجميع من الحصول على الكتب التي يرغبون بها، فهذه المسألة تتعلق بالصحة العقلية، وهي جزءٌ من التعليم والثقافة. أما المتعة الأكثر حسّية فأستمدّها من تناول جرعة ڤودكا مع الثلج يتبعها كأس من الشمپانيا. هذا ما كنت أفعله دائماً قبل ركوب الطائرة. 

آخر قطعة ثياب أضفتها إلى خزانتي هي عبارة عن كارديغان فينتدج من Givenchy، لكنني لم أتسلّمه بعد. اشتريته حين كان لدي، لفترةٍ وجيزة، متّسعٌ من أوقات الفراغ. واشتريت أيضاً لأحد أصدقائي معطفاً فينتدج من Margaret Howell. يعجبني المعطف كثيراً، وقد ينتهي به الأمر في خزانتي لكنني سأعطيه إياه على الأرجح.

شابتون في منزلها في غرينويتش فيلادج © Beat Schweizer
شابتون في منزلها في غرينويتش فيلادج © Beat Schweizer

الغرض الذي لا أتخلى عنه أبداً هو طاولة القهوة. إنها من توقيع Vico Magistretti، وهي من أكثر الأشياء المفضّلة لدي.

الفنان الذي أرغب في جمع أعماله إذا أُتيح لي ذلك هو هنري فانتين-لاتور. هل تتذكرون غلاف ألبوم فرقة New Order مع الزهور [ألبوم Power, Corruption & Lies]؟ فانتين-لاتور هو الذي رسم تلك الزهور للطبقة البورجوازية، ولكنّها قاتمة جداً وكئيبة بعض الشيء، أجدها عاصفة جداً. أحبّ طابعها الداكن الذي يدعو إلى التأمل ويبعث على الاكتئاب.

غرفتي المفضلة في المنزل هي غرفة الجلوس، حيث طاولة القهوة المحببة لدي. يحتوي كتاب David Hockney Photographs (صور بعدسة ديفيد هوكني) على صورة فوتوغرافية التقطها هوكني في لوكا في عام 1973 لغرفةٍ فيها طاولة قهوة مع بعض الأرائك الصفراء. الطاولة في الصورة هي نفسها الطاولة الموجودة في غرفة الجلوس في منزلي، فأينما حللت، أحاول استنساخها: إنها بمثابة مثالي الأعلى الأفلاطوني عمّا يجب أن تكون عليه غرفة الجلوس. لم أتمكن مطلقاً من معرفة هوية مصمم الأرائك. أرسلت الصورة إلى القنصلية الإيطالية ومتحف الفن الحديث، ولم يتمكنوا من اكتشاف هويته. إنها غرفة الجلوس الأكثر أناقة على الإطلاق، وتتميّز ببساطة شديدة.

 طاولة القهوة في منزل شابتون من Beat Schweizer © - Vico Magistretti 

طاولة القهوة في منزل شابتون من Beat Schweizer © - Vico Magistretti 
عطر VETIVER VERITAS من  Beat Schweizer © JAMES HEELEY,  €135 
عطر VETIVER VERITAS من  Beat Schweizer © JAMES HEELEY,  €135 

مستحضر الجمال الذي لا أستغني عنه أبداً هو عبوات مرطّب البشرة Cetaphil من الحجم الكبير. أعترف بأنّ بشرتي تسبّب لي حقاً المتاعب. ولا أستغني عن منتج Listerine الأصلي. أستخدم ثلاثة عطور مداورةً، لأنني أحبّها جميعها بالتساوي. الأول هو عطر Tom Ford Neroli Portofino، والثاني Eva من الشركة الصيدلانية Officina Profumo-Farmaceutica di Santa Maria Novella، والثالث Vetiver Veritas من James Heeley. Eva, $135, smnovella.com. Neroli Portofino, $340, tomford.com. Vetiver Veritas, €135, jamesheeley.com

أخطط لكتابي المقبل، برويّة شديدة. يتعلّق بعائلتي من جهة والدتي، والجنرال لياندرو فولون الذي سُمّيتُ تيمناً به، والذي شارك في الحرب الفيليبينية-الأميركية. لم أتعمّق فعلاً في معرفة تفاصيل حكايته، أي حكاية العائلة التي تنتمي إليها والدتي. سيكون أقرب إلى كتابي Swimming Studies (دراسات في السباحة)، لناحية أنه كتاب نثريّ بصورة أساسية، إنما يتضمّن بعض الفصول حيث يطغى عنصر الصورة.

لو لم أكن أقوم بما أفعله حالياً لانضممت إلى الجيش. خدم أفراد عائلتي من جهتَي الوالدَين في القوات المسلحة، وأتذكّر أنني كنت أفكّر، في صغري، في الالتحاق بالجيش والحكومة. لكنني اخترت بدلاً من ذلك السباحة، وتُعتبَر أيضاً، وهذا مستغرَب، سبيلاً لتمثيل الوطن. السباحة ليست خدمة عامة بالمعنى الحقيقي للكلمة، لكنها الأقرب إليها بين المجالات التي أخوضها.

شارك برأيك

0 تعليقات