مجلة الرفاهية العصرية تصدرها إيلاف بالاتفاق مع فايننشال تايمز

مزاجات

تتويجاً لمسار طويل: تحية إلى قراء العربية

أود الترحيب بقرائنا الجدد في الشرق الأوسط، يقرأون هذا الإصدار الأول من How To Spend It Arabic الذي يأتي تتويجاً لمشروع طويل هدفه تقديم هذه المجلة إلى العالم الناطق بالعربية.

رئيسة تحرير HTSI في نسختها الإنكليزية جو أليسونرئيسة تحرير HTSI في نسختها الإنكليزية جو أليسون

في عالم تسود فيه شهرةٌ من دون تميز، يُعَد الموسيقي والمنتج فرانك أوشن فريداً في مجاله. فهذا الرجل، البالغ من العمر 33 عاماً، تجنب طرق التواصل الاجتماعي التي تُصنَع من خلالها الآن الحياة المهنية، واختار بدلاً من ذلك سبر أغوار مجالات جديدة بهدوء، ساعياً إلى تطوير صوته. يُعَد ألبومه الأول Channel Orange (القناة البرتقالية)، الصادر في عام 2012، توليفة رائعة من الجاز الأفريقي وموسيقى السول والتعليقات الاجتماعية اللاذعة، إلى جانب موسيقى البوب الإدمانية، وهو مدسوس عميقاً في ثقافتنا السمعية، كما ألبومات مفصلية لستيفي وندر أو فرقة البيتلز. وكانت الأعمال اللاحقة غير متوقعة واستكشافية، في حين لا يزال صدى أثرها يتردد.

بعد توقف دام خمس سنوات، يخرج هذا الرمز الأيقوني الغامض من الظل للحديث عن علامته التجارية الفاخرة التي خطط لها منذ فترة طويلة. إن تاريخ الموسيقيين ونزعتهم إلى التزيين موثق توثيقاً جيداً. فكروا في ليبراتشي وإفراطه في ارتداء الخواتم اللامعة، وضعف إلتون أمام الألماس، وتفضيل الجميع، من كيث ريتشاردز إلى فاريل ويليامز، تزيين أعناقهم بالتمائم والقلادات. أما اهتمام أوشن بالمجوهرات فيعكس الحماسة نفسها التي تلهم موسيقاه؛ انَّه دارس دائم الفضول للتصميم المعاصر. لكنه يدرك أيضاً المعنى الاجتماعي الأعمق: بالنسبة إلى أوشن، المجوهرات تعويذة ترمز إلى ذلك المكان الذي يأتي منه المرء، وما حققه، وإلى ما تتوارثه الأجيال. وسيكون تعبيره عن المتعة والفخر اللذين يشعر بهما المرء حين يمتلك شيئاً ثميناً، أو حين يكتسبه، مألوفاً للجميع.

ترسخ ظهور وادي الهدسون بوصفه مركزاً للمشاريع الإبداعية سنوات عدة، لكن الجائحة جعلت ذلك المجتمع الصغير ينمو سريعاً. وصلت الكاتبة والمحررة السابقة ديبورا نيدلمان إلى غاريسون قبل 25 عاماً، وأنشأت لها منزلاً ثانياً تمارس فيه هواية البستنة في عطلات نهاية الأسبوع، قبل عودتها إلى عملها اليومي في نيويورك. لكن مسكنها هذا في غاريسون تحول في السنة ونصف السنة الماضيتين إلى مستقر رئيسي لها، وزاد تفاعلها مع منطقة تضج الآن بمهاجرين من المناطق الحضرية. وتلتقي ديبورا بفنانين وصنّاع ومزارعين مشاركين في إحياء المنطقة، وكذلك بأولئك السكان المحليين الذين ساهموا فترة طويلة في إذكاء الشعلة الإبداعية داخل منطقة الهدسون. بطبيعة الحال، لا تخلو تحولات اجتماعية كهذه من التوتر. إن مسح ديبورا للمنطقة أنتج دراسة تبدو رائعة لتبيان ذهنية ما بعد الجائحة، والفرص الجديدة، والإيقاعات المتغيرة لمجتمع صغير يرى نفسه مركزاً ثقافياً.

أخيراً، أود الترحيب بقرائنا الجدد في الشرق الأوسط، يقرأون هذا الإصدار الأول من How To Spend It Arabic الذي يأتي تتويجاً لمشروع طويل هدفه تقديم هذه المجلة إلى العالم الناطق بالعربية. آمل أن يجدوا محتوانا دولياً غنياً بالموضوعات، إلى جانب تسليطه الضوء على اهتمامات محلية أيضاً. في هذا الإصدار الأول بالعربية، أنا فخورة جداً بمقالات عن الروح والعاطفة اللتين تغذيان الآمال بنوع من التعافي الإبداعي في بيروت، والتي تضم مقابلات مع مصممين وحرفيين يجتهدون كثيراً لتستمر أعمالهم. ثمة مقابلة أيضاً مع إيلي صعب، مصمم الأزياء اللبناني الذي جذبت جماليات تصاميمه الخيالية عملاء من جميع أنحاء العالم.

0 تعليقات

شارك برأيك