مجلة الرفاهية العصرية تصدرها إيلاف بالاتفاق مع فايننشال تايمز

الذواقة

إيلي صعب: "أستعد لإطلاق مجموعة أزياء خاصة بالرجال"

مصمم الأزياء اللبناني العالمي يهوى السفر وجمع اللوحات والساعات، ويتطلع إلى زيارة الجزائر وكوبا، وفي خزانته تجد دائماً ماركات Dior وHermès وZegna

المصمم اللبناني إيلي صعب © كارين كليتاالمصمم اللبناني إيلي صعب © كارين كليتا

العلامة الفارقة في أسلوبي الشخصي مستمدّة من عالم الأزياء، حيث أتعامل مع الألوان بشكل مكثف ويومي بمختلف الدرجات والأطياف. الأسود هو الأحب إليَّ. إنّه علامتي المميزة واللون الطاغي في خزانتي، مع قليل من الألوان الأخرى كالكحليّ والرماديّ. القاسم المشترك بيني والأسود أننا كلينا نلتقط الضوء ونعكسه بجمال واتقان. الأسود يتماشى مع نمط حياتي الدينامية، فيسهّلها لتكون عملية أكثر، ويتناسب مع شخصيتي الكلاسيكية، إضافة إلى ميزاته العديدة. إنَّه لون يجمع بين البساطة بغموضه والقوة في إخفاء تفاصيل عيوب الجسم، ويعفيني صباحاً من جهد انتقاء ما أرتدي. الأسود سيد الألوان ويحضر في مجموعتي بانتظام إلى جانب سواه من الألوان الأخرى.

في خزانتي تجد دائماً ماركات Dior وHermès وZegna، وماركات أخرى. دار Zegna تأتي أولى في قطعي، لأنها تشبهني كثيراً، فقطعها مريحة وعملية، وقصّاتها تتناسب مع الرجل العصري. إنها اختياري الدائم خلال النهار. ولأنني أميل إلى الكلاسيكية والبساطة في مظهري، فهذا يساعدني خلال عملي الذي يتطلب الكثير من التركيز. صحيح أن الأزياء بطاقة تعريف أولية، لكن المرء لا يقاس بأزيائه بل بشخصه. في الأحذية خياري الأول TODS، فهو مريح لمن في العمل دائم الحركة مثلي، وكثير التنقل بين المحترف والمكاتب. في المناسبات الرسميّة، يرسو خياري على John Lobb أو Santoni. تتمثل أناقة الرجل بالنسبة إليّ في الخامات الجيدة التي ينتقي ونوعيتها، سواء أكان ذلك في الجاكیت أو البنطلون، إضافة إلى اللون المركّب والقصة المميزة والمبتكرة.

الأزياء بطاقة تعريف أولية لكن المرء لا يُقاس بأزيائه بل بشخصه"

إيلي صعب، مصمم أزياء

فكرة لا تبرح خیالي ھي فكرة إطلاق مجموعة موسمیّة خاصَّة بالرجل. سوف تخاطب المجموعة الرجل الرصين والكلاسيكي بامتياز، بلمسة عصريّة وقصة فيها الفكرة دون المبالغة، لمختلف مناسباته الاجتماعية. وبالطبع، سيكون أسلوب هذه المجموعة مختلفاً تماماً عن خطّ تصاميمي في الأزياء المبتكرة الموجهة للنساء.

عطر لا أتخلى عنه أبداً هو Eau Sauvage Extrême من Christian Dior. إنه يرافقني منذ أكثر من أربعين سنة، وهو يمثل شخصيّتي ويجعلني أشعر بذاتي. من باب التغيير ألوذ أحياناً بعطري VETIVER وGardenia من مجموعتي الخـاصَّة. أتفادى غالباً تجربة عطر جديد، لأن أيّ اختيار خاطئ قد يعكّر مزاجي. العطر فيه الكثـير من الخصوصيّة والذات في آن. في الشتاء أستعمل عطـر Ambre بشكـل ثانـوي، وهو العنبر من مجموعتي أيضاً. أرغب في إطلاق عطر خاص بالرجل قريباً جداً، وقبل إطلاق مجموعة أزياء الرجل، علماً أن عطر VETIVER ومجموعـة Essence يلائمـان المرأة والرجـل في آن معاً.

عطور يستخدمها إيلي صعب وبعضها من مجموعته الخاصة © كارين كليتا

عادة لا تفارقني هي بالطبع عملي، لأنه يأخذ الحيّز الأكبر من حياتي. تحوّل عملي إلى عادة مع الوقت، وهذه العادة أعرف كيف أجدّدها وأطوّرها لكي لا تدخل في دوّامة الروتين. أحياناً أتمنى لو كان ثمّة ساعات إضافيّة خلال اليوم لكي تتّسع لجدول أعمالي. صحيح أن وقتي بات أكثر ضيقاً لوفرة انشغالاتي، لكنّ طعم النجاح ممتع بعد التعب. ما زلت أستمتع بعملي، لأنه الأكسجين الذي أتنفس.

آمل قريباً أن تعود عجلة المناسبات الاجتماعية إلى الدوران، وعلى أوسع نطاق. مرَّ قطاع الأزياء حديثاً بالعديد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، شكّلت محطّة فارقة للموضة عموماً ولبعض دور الأزياء خصوصاً. لكن بعد كل نكسة تظهر فرصة، وهناك حاجة واشتياق إلى الترف والأناقة كتعويض عن فترة الحجر. صحيح أن هناك دور أزياء تضرَّرت من الجائحة، لكنَّ الدور الكبيرة مستمرّة، وإن غابت فستعود بثقة وإبداع أكبر. تعود دارنا إلى عروض الأزياء الحيَّة مع بداية عام 2022، بعد غياب عامين متتاليين بسبب الجائحة.

أهوى السفر. كنت أسافر بداية للعمل، ثم صار السفر للراحة والاستجمام أيضاً. أحبّ أن أستكشف مناطق جديدة وأن أزور مهد الحضارات العريقة. السفر عنوان عريض يمكنني تحت سقفه أن أمارس العديد من العادات والهوايات، كالتعرف إلى شخصيات جديدة واكتشاف فنون جديدة. أحبّ أن أزور مستكشفاً بلدان أميركا الجنوبية، خصوصاً كوبا، لأرى من قرب الحياة في هذه المدينة وطريقة العيش والفنون المخبَّأة هنالك. كما أحبّ أيضاً أن أزور بعض دول شمال أفريقيا كالجزائر، لأنني أشعر بسحر تلك البلدان. حضارتها مختلفة، ويسعدني أن أزورها برفقة أبنائها لأستكشف أسرارها على حقيقتها.

تكريم لا أنساه في إيطاليا من قبل رئيس الجمهورية الأسبق جوزيبي ساراغات، وتم بالتنسيق مع أصدقائي من دون علمي. دُعيت إلى القصر الرئاسي وعلمت بالموضوع في حينه فكانت حقاً مفاجأة جميلة لم أنتظرها، علماً أن التكريم لا يجذبني كثيراً، فتقدير الناس لأعمالي هو التكريم الحقيقيّ لي. كُرِّمت أيضاً في فرنسا وفي بلدي لبنان مرتين.



غرفة طعام في منزل إيلي صعب في بيروت © كارين كليتا

مكان أتوق للعودة إليه دائماً هو بيتي اللبناني الطراز في الجميزة في وسط بيروت، وتضرر بفعل انفجار المرفأ. هذا البيت المفتوح للمناسبات الاجتماعية كان ملتقى للضيوف من مختلف أنحاء العالم، ومثل بطاقة تعريف عن الوجه الحقيقي للبنان بضيافته وهندسته المميزة بالقناطر والسقف العالي والحديقة الداخلية التي تفصله عن بيت الضيافة، ولهذا كلّه معانيه الخاصة بالنسبة إليّ.

أحدث ما اقتنيت لوحة عملاقة للرسّام اليوناني يانيس كاستريتسيس، مرسومة بتقنية الفحم الأسود وتمثّل لحظة حصاد القمح في أحد الأرياف البعيدة. علاقتي بالتحف الفنية علاقة وجدان وانتماء، وقصة أقرأها بين الخطوط لتلامس مشاعري. أتعلّق بكل لوحة أو منحوتة يمسّني موضوعها، وأعجب بتقنية تنفيذها. أحبّ كثيراً المجسّمات البرونزية والمنحوتات الرخامية، وأستمتع بها كلّما مر عليها الوقت. لديّ الكثير من القطع واللوحات والمنحوتات التي أجمعها من كافة أنحاء العالم، خصوصاً من فرنسا. استعملت بعضها في منازلي، وبقي بعض آخر في خزائن ينتظر فرصته ويبحث عن مكانه.


أحدث ما اقتنى إيلي صعب لوحة للرسّام اليوناني يانيس كاستريتسيس تمثّل لحظة حصاد القمح © كارين كليتا

فنان أرغب في جمع أعماله هو الرسام نبيل نحاس. أحبّ لوحاته كثيراً، خصوصاً مجموعة الأرز. يرسم الكون بصوفية مدهشة. أحاول أن أعلّق لوحة من لوحاته في كل منزل لي. كذلك، أحبّ الرسام بول غيراغوسيان. أجده مبدعاً في رسم الأشخاص وطريقة مزجه الألوان. كما تجذبني عموماً لوحات المستشرقين. تبدو رسومهم، في نظري، كأنّما غلّفت بستار شفاف من الحرير لتخفّف من قوة جمال الطبيعة لدينا.

ركني المفضل في المنزل غرفة نومي، ويجب أن تكون مريحة ومضاءة جيداً كي أستقبل كلّ نهار بِطاقةٍ ايجابية.

لا أخشى التقدّم في السن، ولا أحبّ أن أخفي معالمه في عمليات التجميل، وإن كنت أؤيّدها عند الضرورة، أي في حال وجود تشوّه خلقي أو بعد حادث ما، لكنني ضدّ المبالغة في التجميل وتغيير ملامح الوجه نهائياً. بعض الخطوط والتجاعيد هي رمز جمال وجه أيّ رجل طبيعي، لأنها تزيده سحراً وعمقاً. أحاول دائماً المحافظة على صحّتي ورشاقتي باتّباع حمية غذائية عندما يتطلب الأمر ذلك، إضافة إلى ممارسة الرياضة، وخصوصاً المشي. لا أملك هوس البقاء شاباً أبداً، لأن لكلّ سنّ جماله الخاص.

الشيء الذي لا يمكنني التخلي عنه هو الساعة، بما ترمز إليه من دقة. الوقت مقدّس عندي، وعلاقتي به وثيقة، وأحرص دائماً على أن تكون مواعيدي دقيقة. أقدّر الوقت وإنتاجيّته، وأحرص على ألّا أهدره.

أجمع الساعات. تعود علاقتي بالساعات إلى أكثر من 33 عاماً. أذكر أنني بدأت أجمعها منذ عام 1988. كلّ ساعة بالنسبة إليّ تملك قصّة خاصة بها. أملك العديد من الماركات أولها Patek Philippe. لديّ أكثر من 150 ساعة متنوعة بين الكلاسيكية والإصدارات الخاصة والمصنّعة حسب الطلب، إضافة إلى ساعات من Audemars Piguet، والكثير من ساعات Rolex. أميل الى الساعات ذات السوار الجلدي أكثر من المعدنيّ. الجلد مريح وعمليّ أكثر. أفضّل الساعات التقليديّة على تلك الرقميَّة أو الذكيَّة، لأنني رجل كلاسيكيّ.


جزء من مجموعة ساعات إيلي صعب تحمل توقيع Patek Philippe © كارين كليتا
 

في أوقات فراغي أسافر إلى صقلية. أحبّ البحر والشمس صيفاً، وأفضّل قضاء العطل الصيفيّة في الجزر. أشعر بالانفصال عن المكان والزمان. أحبّ كثيراً جنوب إيطاليا، وأحب أثينا لأنني أستمتع بحضارة وتاريخ الإغريق. أهوى زيارة العديد من المتاحف والغاليريات، خصوصاً في روما. غالباً أعتمد سلسلة فنادق Four Seasons؛ تنتشر في أغلب المدن الكبيرة، وفيها أشعر كأنّي في منزلي.

شخصيَّة لا يُمحى أثرها من وجداني هي شخصية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. حين قابلته في بداية مسيرتي، شعرت بالبركة والخير. أحسست أنه بمثابة والد لي، وأعجبت بحكمته وبنظرته الثاقبة إلى المستقبل وبأفكاره السابقة لعصره. ما زال هذا التأثير جليّاً في حياتي.

لو أتيحت لي الفرصة لاخترت العيش في روما. تختزن هذه المدينة الكثير من الحنين. وتتمتع بطاقة إيجابية عالية، لما تضمّ من تاريخ وتراث في مزيج باهر ومذهل.

1 تعليقات

شارك برأيك